responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 471

التماثيل التي تركها الرومان وغيرهم من أصحاب الحضارات العريقة.

قال: صدقت في هذا.. ولكن هل هذا من النقص أم من الكمال؟

قلت: ما تقصد؟

قال: أرأيت لو أن أحدهم ظل طول الليل يسرد عليك حكايات كاذبة مملوءة بالخرافة والمجون ليمتعك.. أتختاره أم تختاره الذي يحكي لك قصة قد تكون قصيرة، ولكنها بمنتهى النظافة والجمال والعفاف؟

قلت: بل أختار الثاني.

قال: وهذا ما فعل المسلمون.. لقد أنف شعرهم من أن يضع الملاحم التي تحشر نفسها في صياغاته آلهة الشر والخير والنار والحرب والشعر والجمال، وكان يأنف من روايات الأساطير الميثولوجية لمنافاتها لاعتقاداته، وخروجها على مألوف تصوراته لله والقوى التي يرمز اليها بما وراء الطبيعة.

قلت: فأين توجه؟

قال: إلى شعر نظيف يشكل البيت الواحد منه موسوعة قيمة في الأخلاق الرفيعة.. أو إلى القصة القصيرة التي تملأ النفس بالإيمان والتقوى والصلاح.. أو إلى الإنشاد الطيب الذي يعمق المعاني الجميلة في النفوس..

قلت: والنحت والتصوير؟

قال: لقد توجه المسلمون إلى الخطوط يصوغون منها أجمل اللوحات الفنية المعبرة.

قلت: ذلك لا يكفي.

قال: لكل شعب من الشعوب طريقة تعبيره الفني.. وربما تكون لك بعض الأمور لا أهمية لها، ولكن في نظر آخرين تكتسي أهمية كبرى.

الفن ـ يا صاحبي ـ أذواق.. والذوق ملك لصاحبه، والكمال في الفن هو استخدام الذوق

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست