اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 470
واقع، وأنه واقع منحرف عن الأصل الذى كان
ينبغى أن يكون عليه، وبين تصويره على أنه هو الواقع الإنسانى الذى لا يمكن تعديله
أو لا ينبغى تعديله أو لا يعنينا تعديله!
كلاهما تصوير للواقع. ولكن أحدهما يصور الواقع المنحرف بروح
الإنكار، ويدعو إلى الارتفاع عنه، والآخر يعطيه شرعية الوجود فتكون النتيجة
الحتمية – دائما – مزيدا من الهبوط.
لقد ذكر القرآن في سورة يوسف نموذجا للواقع، فقد ورد في قصة
يوسف:﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي
بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ
مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ
الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى
بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ
مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)﴾(يوسف)
ونموذج الواقعية الهابطة هو الأدب الذى يدعى الواقعية وهو فى
الواقع يدعو إلى الهبوط.. وهبه صادقا فى ادعاء الواقعية، فلماذا يصر على التقاط
اللحظات الهابطة وحدها ويتجنب لحظات الارتفاع!؟ ثم لماذا لا يسمى الهبوط باسمه
الحقيقى وهو الهبوط!؟
قلت: إن ما ذكرته من هذه القيود هو الذي جعل
الفن الإسلامي فنا هزيلا متخلفا عن سائر الفنون.. فإذا ما قارنا الأدب الإسلامي
بالآداب الاغريقية والرومانية، فإننا نرى كثيراً من الألوان الفنية ـ غير الشعر ـ
تنقصه، مثل القصة والمسرحية والملاحم الشعرية.
ومثل ذلك يقال في فن النحت.. فلا نجد في الحضارة الإسلامية أي
تماثيل كتلك
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 470