responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 455

واحتقارهم قدر ما أكرههم أنا وإننى لأقسم لك أنك إن فعلت فستجد نفسك أفضل حالاً)[1]

هذه هي بداية جاهلية التيه والضياع.. وقد تلى هذه الجاهلية جاهليات أخرى عمقت ما بدأ به هذه الجاهلية من البعد عن الله.. والبعد عن الإنسان.

الرومانسية:

قلت: لقد خرجت أوروبا من عصر النهضة وابتدأ ما يسمونه (العصر الحديث)

قال: ولم تطق أوروبا الاستمرار مع (الكلاسيكية).. بل ارتدت عليها كما ارتدت على الكنيسة..

قلت: لقد ارتدت عليها فيما يسمى (عصر التنوير)[2]..

قال: أجل.. وقد بدأ مذهب فني جديد.. أو عصر فني جديد.. هو (الرومانسية)

قلت: إن سمعة الرومانسية بيننا طيبة، فهي مذهب فني يهتم بالنفس الإنسانية وما تزخر به من عواطف ومشاعر وأخيلة.

قال: ولكنه اهتمام منصرف عن الركنين الأساسين اللذين يجعلان الأدب سلما للكمال والتهذيب والإصلاح.

قلت: ما تقصد؟

قال: لعل أصدق تعبير عما حصل في ذلك العصر هو ما قاله مؤلفو كتاب (ثلاثة قرون من الأدب).. لقد قالوا: (إن القرن الثامن عشر لم يخصص للدين، وإنما خصص للعلم والسياسة، فلم يعد زعماؤه قساً مسيحيين … بل فلاسفة طبيعيين ….. لقد كان التغير عميقاً ومن نواح عدة كان القديم والجديد عن طرفى نقيض، فالتطلع إلى ما وراء أشياء هذا العالم قد تراجع


[1] مقتطفات من: راندال: 2/185 – 198.

[2] لا شك أن الثورة الفرنسية (1798م) هي أحد العوامل الكبرى التي كانت باعثاً ونتيجة في آن واحد للفكر الرومانسي المتحرر والمتمرد على أوضاع كثيرة، أهمها الكنيسة والواقع الفرنسي وما فيه.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 455
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست