قال: أجل.. وقد بدأ مذهب فني جديد.. أو عصر
فني جديد.. هو (الرومانسية)
قلت: إن سمعة الرومانسية بيننا طيبة، فهي مذهب فني يهتم بالنفس
الإنسانية وما تزخر به من عواطف ومشاعر وأخيلة.
قال: ولكنه اهتمام منصرف عن الركنين
الأساسين اللذين يجعلان الأدب سلما للكمال والتهذيب والإصلاح.
قلت: ما تقصد؟
قال: لعل أصدق تعبير عما حصل في ذلك العصر
هو ما قاله مؤلفو كتاب (ثلاثة قرون من الأدب).. لقد قالوا: (إن القرن الثامن عشر
لم يخصص للدين، وإنما خصص للعلم والسياسة، فلم يعد زعماؤه قساً مسيحيين … بل فلاسفة طبيعيين ….. لقد كان التغير عميقاً ومن نواح
عدة كان القديم والجديد عن طرفى نقيض، فالتطلع إلى ما وراء أشياء هذا العالم قد تراجع
[2] لا شك أن الثورة الفرنسية
(1798م) هي أحد العوامل الكبرى التي كانت باعثاً ونتيجة في آن واحد للفكر
الرومانسي المتحرر والمتمرد على أوضاع كثيرة، أهمها الكنيسة والواقع الفرنسي وما
فيه.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 455