responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 454

بضروب الحياة كما كان يحصل فى الواقع وتميزت بشغف خاص بسرد قصص الماكرين الأوغاد ومثالب الكهنة كما نجد ذلك فى قصائد شوسر ومعرض صور الأوغاد التى رسمها بوكاشيو.

لقد رسم بعضهم صورة للفن في ذلك العصر، فقال: (انفجرت العاصفة بكامل عنفها على رأس الراهب، ذلك أن فشل الراهب فى تحقيق الطهارة التى بشر بها جعلت أدب القرون الوسطى منذ ولادته يعطى لزلات الراهب صورة أكثر بشاعة، وصورته بأنه أكثر حيوانية من سواه، وجاء أحذق الإيطاليين وأجرؤهم إطلاقاً لورنزفالا … فأنكر فى كتابه (حياة الرهبانية) كل قيمة للتقشف والقداسة، وذهب أبعد من ذلك فى رسالته عن اللذة التى يتفق فيها مع المذهب الأبيقورى، فأعلن أن المرأة المتزوجة بل المستهترة أيضا هى أفضل من الراهبة، لأنها تسعد الرجل أما الراهبة فهى تعيش فى تبتل لا فائدة منه، وينعت موت الإنسان فى سبيل بلاده أو من أجل أى مثل أعلى بأنه لا يقره العقل.

وهذا التحول المفاجئ يوحى فى بعض الأحيان بالرجوع إلى ما يشبه الوثنية الخالصة، ويمثل الفن الإيطالى أحسن تمثيل المزج الكامل بين المسيحية والوثنية فلو ألقينا نظرة على بعض الرسوم الشهيرة هل نستطيع التفريق بين الله والملاك والعذراء والصبى وكيوبيد والقديس)

وقال: (ثار الإيطاليون على الأخلاق المسيحية، واستبدلوا بها مجرد التمتع بالملايين من أشكال الجمال … لكن الشعوب الشمالية وجدت فى الحياة أكثر من الجمال وقد مثل هذه الروح فيما كتب رابليه الكبير …

وتتجسم روح ثورة النهضة فى مقطع يطلب منارابليه فيه (أن نهرب من أولئك الرعاع ذوى العقول الزائفة الماكرين والقديسين المزورين الوقورين الهيئة المرائين مدعى الإيمان، الإخوان الخشنين الرهبان الذين يلبسون النعال … أهرب من هؤلاء الرجال عليك بكراهيتهم

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 454
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست