قال: حبي للفن.. والأدب بالنسبة لي أرفع أنواع الفنون وأرقها وأبلغها في التعبير عن المشاعر.
قلت: فهل تحدثني عن نتيجة أبحاثك؟
قال: أجل.. لقد وجدت بعد تأمل طويل أن الفن الرفيع هو الفن الذي يحقق غايتين جليلتين كلاهما ترفعان الإنسان إلى أعلى مدارج الكمال.
قلت: ما هما؟
قال: التهذيب والتوحيد.
قلت: ما تقصد بذلك؟.. وما وجه الحصر في ذلك؟
قال: لقد وجدت أن الإنسان معدن لا يختلف عن سائر المعادن.. هو كسبيكة الذهب.. وسبيكة الذهب لا يعرف جمالها إلا بعد صقلها وتزيينها وتهذيبها.
قلت: والتوحيد.
قال: ليس للعقود ولا الأسورة أي قيمة ما لم تؤد الغاية منها..
قلت: فأنت ترى أن الغاية من الفن هي الوصول إلى التوحيد.
قال: أجل.. لأن الغاية من الفن أن يوصلك إلى السكينة.. ولن تجد السكينة في غير التوحيد.
قلت: فهل تحدثني عما توصلت إليه.
قال: يسرني ذلك.. فأنا لا أبشر إلا بذلك.
فنون الجاهلية
قلت: فهل سنبدأ بالحديث عن فنون الجاهلية؟