responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 390

قلت: أليس هناك بصيص من النور يمكن أن يخترق حجب الظلام ليعيد نهار البشرية!؟

قالت: أجل.. ذلك كائن لا محالة.. وقد نعمت به البشرية فترة طويلة.. وسيعود.. سيعود.. لي أمل كبير في ذلك.

قلت: أفصحي.. فإني لا أطيق فك ألغازك.

قالت: أعرفك بنفسي أولا.. أنا زيغريد هونكه.. لست أدري هل سمعت بهذا الاسم أم لا..

قلت: بلى.. لقد سمعت به.. وأنا من بلدك.. من ألمانيا.. وقد سمعت بكتابك عن إشراقة شمس الإسلام على الغرب.. وقد تعجبت من كتابتك له.

قالت: لقد بثثت فيه بعض ما علي من دين نحو تلك الأمة العظيمة التي غرس شجرتها محمد.

قلت: ما الذي جعلك تميلين كل هذا الميل لمحمد، ولدين محمد؟

قالت: لأنه حافظ على الإنسان، فلم يحوله إلى حيوان.. وحافط على العنب، فلم يحوله إلى خمر.. وحافظ على الأنهار، فلم يحولها إلى مستنقعات..

قلت: ليس محمدا وحده هو الذي فعل هذا.. حتى أولئك البدائيين البسطاء الذين لم تنفتح لهم فتوح العلم فعلوا هذا.

قالت: فرق عظيم بين ما فعله محمد وثمار محمد، وبين ما فعله أولئك البسطاء.

قلت: ما الفرق بينهما؟

قالت: أولئك البسطاء لم تنفتح لهم العلوم.. ولم يغيروها.. ولكن الثمار التي رباها محمد على عينه فتحت لها خزائن العلوم لكن تربية محمد جعلتهم يتأدبون.. فلا يتناولون منها ما يحرف الإنسان، وما يحرف الأكوان.

لقد سمعوا ربهم يقول لهم:﴿ لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ (الروم:30)، فراحوا يحافظون

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست