responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 389

اعتبار المنكر معروفا..

قالت ذلك، ثم رمت ببصرها إلى الأفق البعيد، وسالت دمعة حارة من عينها، ثم قالت: متى يأتي اليوم الذي تشرق فيه شمسك يا محمد على هذه البلاد.. وعلى هؤلاء العباد.. ليعود الإنسان إلى الإنسان.. وتعود الحياة إلى الحياة.

قلت: مع من تتحدثين؟

قالت: أشواقي هي التي تتحدث.. لقد من الله علي أن أعيش بين ثلة من المسلمين استظلوا بظلال محمد.. وأشرقت عليهم أشعة شمسه.. فعرفت الإنسان، وعرفت الحياة.. وعرفت بعدنا عن الإنسان والحياة.

قلت: كيف تقولين هذا!؟.. ونحن أمة العلوم التي فجرت من أنهار العلوم وبحارها ما كان كامنا مختفيا، لا تراه الأبصار، ولا تسمع به الآذان.

قالت: ونحن من الأمة التي غرقت في تلك الأنهار والبحار، فلم تجد منقذا.

قلت: ما تقصدين؟

قالت: إن العلوم وتطبيقات العلوم التي فتحنا أبوابها كلها.. وأكلنا من شجرها جميعا تشبه تلك الجنة التي دخل إليها آدم.. مع فارق بسيط هو أن آدم أقدم مرة واحدة على الأكل من تلك الشجرة التي نهي عن الأكل منها.. ولكنا لم نأكل مرة واحدة.. بل رحنا نمزج من ثمار تلك الشجرة جميع ثمارنا، ونخلط سمها بجميع طعامنا.

قلت: ولكن آدم خرج من الجنة بأكله من تلك الشجرة.. ونحن دخلنا إليها بأكلنا منها.

قالت: نحن لم نخرج من الجنة فقط.. بل خرجنا من الإنسانية.. ونحن نغبط آدم، فقد خرج ـ على الأقل ـ بإنسانيته..

قلت: أنت متشائمة كثيرا!؟

قالت: عندما تكون في الظلام لا تبصر غير الظلام..

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست