responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 388

للصحة.

بينما أنا كذلك إذ سمعت أصواتا ترفع تكاد تقترب من الخصومة.. فسارعت إلى الدخول من غير استئذان لأفك الخصومة، أو أمنع حدوثها.

في ذلك الحين رأيت تلك المستشرقة التي طالما حلمت بالجلوس إليها..

لقد كانت هي صاحب الصوت المرتفع، وكانت تقول بجرأة عظيمة لصاحب البستان: إن هذه جريمة.. جريمة بحق الإنسانية.. وجريمة بحق العنب..

قال لها الرجل: ولكن كل الناس يفعلون ذلك.

قالت: وهل تتبعهم في جرائمهم.. أو في جنونهم..!؟

قال لها الرجل: لست أدري لما تتحاملين علي بهذه الصورة؟

قالت: لأنك تحول من البركة خبثا.. ومن الدواء داء.. ومن الترياق سما.. فكيف لا أتحامل عليك، وأنت تخرب بنيان الله، والطبيعة التي طبع الله عليها الأشياء!؟

قال لها الرجل: لا أرى إلا أن رحلتك لتلك البلاد.. وسكنك بين أولئك المتخلفين قد أثر فيك، وفي عقلك.. فدعيني أفعل ما أشاء.. فالأرض أرضي.. وعنبها عنبي.. ولي الحرية المطلقة في أن أحوله داء أو دواء..

قال ذلك بغضب شديد، ثم انصرف إلى عماله..

أما أنا، فاقتربت منها، وسألتها عن سر اختلافها مع هذا الرجل، فقالت: هذا الرجل أخي.. وقد ورث هذا البستان من زوجة له.. وقد كان يبيع عنبه كل سنة طيبا مباركا، ليأكله الناس كما خلقه الله.. ولكنه هذه السنة.. وبتأثير جماعة من المجرمين قرر أن يبيعه لصانعي الخمور، ليحولوا منه سما زعافا.

قلت لها: إن كل الناس يفعلون ذلك.. ولا يرون بذلك بأسا.

قالت: وهذا هو الخطر الأكبر.. أن يجتمع الناس على عدم إنكار المنكر.. بل على

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست