اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 329
تقيد فيه المسلمون بالوفاء.. وتعرف من
خلاله النظافة التي مارس بها المسلمون حروبهم.
فالحرب تبدأ حين تتأكد الأمة من نية العدوان
والغدر لدى أمة من الأمم ضدها، وحينذاك يجب عليها أن تستعد بكل ما تملك من قوة
لإرهاب هذا العدو الذي يتربص بها:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ
الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ (لأنفال:60) فهو استعداد
للإرهاب لا للاعتداء، ولإرهاب أعداء الأمة لا أصدقاءها ومسالميها.
فإن كف العدو عن فكرة العدوان، وعدل عن
الحرب وجب على الأمة أن تجنح للسلم وتدخل فيه:﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ
لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ (لأنفال:61)
فإذا بدأت الحرب، فلتخفف ويلاتها بقدر ما يمكن،
ولذلك جازت الخديعة في الحرب (الحرب خدعة)
قلت: كيف يجتمع الوفاء مع الخداع؟
قال: الخدعة المرادة هنا إحباط مناورات
العدو وخططه وتثبيط عزيمته، فإن في ذلك إنهاء للحرب وإقرارا للسلام بأقل ما يمكن
من الزمن، وأقل ما يقع من الضحايا.
فإذا لم تجد الخديعة والأساليب السياسية
واضطر إلى الحرب.. فالإسلام يأمر المقاتلين بالثبات ليستمدوا عونهم من الله،
وليذكروا الله كثيراً:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا
وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ (لأنفال:45)
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 329