responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 323

الكمال الأخلاقي، فعن علي قال: (ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك، وأن لا تباهي الناس بعبادة الله، وإذا أحسنت حمدت الله تعالى، وإذا أسأت استغفرت الله تعالى)

وقال: (إن أول ما عوض الحليم عن حلمه جهله وصبره وشهوته، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة العلم)

وعن علي بن الحسين بن علي أنه سبه رجل فرمى إليه بخميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم، فقال بعضهم: جمع له خمس خصال محمودة: الحلم وإسقاط الأذى وتخليص الرجل مما يبعد من الله عز وجل وحمله على الندم والتوبة ورجوعه إلى مدح بعد الذم اشترى جميع ذلك بشيء من الدنيا يسير.

وقال رجل لجعفر بن محمد: إنه قد وقع بيني وبين قوم منازعة في أمر وإني أريد أن أتركه فأخشى أن يقال لي: إن تركك له ذل، فقال جعفر: إنما الذليل الظالم.

والإسلام لم يكتف بهذه التوجيهات.. بل وضع نظاما تشريعيا صارما يحمي فيه السلام النفسي والاجتماعي من أن يدمره المصارعون.

قلت: ربما تجد مثل هذه الأخلاق عند شعوب كثيرة.. ونحن لا نتحدث عن هذا، وإنما نتحدث عن أخلاق الحرب.. فقد زعم بعضهم أن الحرب لا تحتاج إلى أخلاق[1].

قال: وهذه ميزة أخرى من مزايا الإسلام.. فهو لا يفرق في الأخلاق بين حرب وسلم، وبين مسلم وكافر، وبين لون ولون..


[1] انظر في هذا: (نظام السلم والحرب فى الاسلام) وهي محاضرة- القاها الدكتور السباعى فى ندوة دار الايتام الاسلامية فى بيروت، بدعوة من اللجنة النسائية للهيئة العليا لدار الايتام، مساء الجمعة الواقع فى 3 من شعبان سنة 1372 الموافق 17 من نيسان 1953، وقد كان لها اثر بالغ فى جمهور المستعين، حتى ان فريقا كبيرا منهم وبعضهم اساتذة فى الجامعات العليا، رغبوا بطبعها وتوزيعها لما تضمنته من حقائق يجهلها كثير من المثقفين، عدا عما تضمنته من تصحيح لكثير من الأخطاء الشائعة فى البيئات العلمية والدينية البعيدة عن الاسلام.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست