responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 324

سأحدثك عن مجامع أخلاق الإسلام في الحرب، وهي ثلاثة لا توجد إلا في الإسلام: الضرورة، والوفاء، والرحمة.

الضرورة:

قلت: فحدثني عن الضرورة.

قال: الإسلام يجعل مبدأ السلام هو المبدأ الذي يحكم العلاقات بين الأفراد والمجتمعات والشعوب، فالقرآن يقول:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات:13)

فالغرض من التنوع في الخلق ليس الصراع كما تفهم فلسفاتنا المادية المؤيدة بالأديان المنحرفة.. ولكنها ـ بحسب القرآن ـ هي التعارف والتكامل والسلام.

ولهذا.. فإن (الحرب)، ومثله (القتال) في النصوص المقدسة عند المسلمين لا يلجأ إليها إلا كما يلجأ للعمليات الجراحية للضرورة، وبدون اعتداء.

فقد يلجأ إليها لردع العصاة والمتمردين وقطاع الطرق والعابثين بالأمن.. ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (المائدة:33)

وقد يلجأ إليها لردع البغاة الذين يفرقون المجتمع، ويثيرون الفتنة فيه، ومع ذلك لا يلجأ لها إلا بعد محاولة الصلح.. ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الحجرات:9)

وقد يلجأ إليها لردع المرابين وأمثالهم من المستغلين لجهود الفقراء والعمال.. ﴿ يَا أَيُّهَا

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست