responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 322

ويدل على هذا ما ورد في نصوص أخرى من أن هذه الأخلاق المذكورة في الآية هي من أمهات الأخلاق وخيرها، كما روي ذلك في أحدايث مختلفة، فعن علي قال: قال رسول الله a: ( ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين؟ قال: قلت يا رسول الله، نعم. قال: تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك)[1]

ولهذا كانت هذه الآية ـ بما تحمله من المعاني الجليلة ـ شعارا لأمة محمد، وضياء يهتدون به في تعاملهم مع الخلق مسلمهم وكافرهم عاقلهم وجاهلهم.

وانطلاقا من هذا.. فقد نبذ الإسلام العنف، واعتبره من سوء الخلق.. ورتب عليه العقوبات التشريعية الرادعة.

ففي القرآن:﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾ (المؤمنون:96).. وفيه ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ (فصلت:34)

وفي أحاديث محمد وصايا كثيرة ترتبط بهذا.. فقد قال: (إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)[2]

وقال: (إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلا شانه)[3]

وقال: (إنَّ الله عزَّ وجلَّ يحبُّ الرفق في الأمر كله)[4]

وقال: (من يحرم الرفق يحرم الخير)[5]

وقد سار أتباعه على هذا الهدي.. فصار الحلم وسعة الصدر عندهم هي المثال على


[1] البيهقي في شعب الإيمان.

[2] رواه مسلم.

[3] رواه مسلم.

[4] رواه البخاري ومسلم.

[5] رواه مسلم.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست