responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 319

قال: ولهذا أمر الإسلام بالقوة وبالإعداد الذي يرهب الأعداء الظالمين، فلا يطمعون في المستضعفين.. لقد جاء في القرآن:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ (لأنفال:60)

قلت: القرآن يستعمل مصطلح الإرهاب.

قال: الإرهاب لا يعني القتل.. بل يعني وضع الروادع للظالمين حتى لا يفكروا في القتل.. ولهذا، فإن نظام الحرب في الإسلام يعتمد هذا المنهج.. ولهذا كانت الحروب التي خاضها الإسلام من أنظف الحروب على الإطلاق..

قلت: فحدثني عن ذلك.

قال: لا يمكنك أن تفهم موقف الإسلام من الحرب، وتشريعاته المرتبطة بها حتى تعلم موقفه من السلام.

قلت: فحدثني عنه.

قال: لقد قرأت الكتب المقدسة للأديان جميعا.. وقرأت خلاصات الأفكار والمذاهب والفلسفات، فلم أجد دينا حوت نصوصه المقدسة ذلك الحض على السلام مثلما حمله الإسلام.

لقد تناول القرآن لفظ (السلم) و(السلام) في عشراتٍ الآيات؛ ليس ذلك فحسب، بل إنَّ السلام ـ عند المسلمين ـ اسمٌ من أسماء الله، وقد جعله تحيَّته إلى عباده، وأمرهم بأن يجعلوا السلام تحيَّتهم.. يلقيها بعضهم على بعض، باعتبارها شعارهم في جميع مجالات الحياة.

وقد قامت الدولة الإسلاميَّة الأولى في ظلِّ قيادة محمد على أساس توافر هذه المقوّمات التي لم ينقص من أهمِّيَّتها وأثرها في تكوين الوحدة الوطنيَّة أن يكون لأبنائه يومئذ أكثر من دينٍ واحد.

لقد قامت دولة الإسلام الأولى ودستورها المثالي ـ كما تقرِّره صحيفة الموادعة بين

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست