responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 320

المسلمين واليهود ـ بسط جناح الأمن والسلام والإخاء على أهل المدينة جميعها بدرجةٍ واحدة، مساواةً تامَّةً في الحقوق والواجبات، لا يلمح فيها ظلاً للتفريق بين المسلم صاحب الأكثريَّة والرياسة، وبين اليهودي الذي يمثِّل الأقليَّة التابعة، فضلاً عن المسيحي الذي تشدّه إلى المسلم روابط وثيقة، لا يمكن لإنسانٍ أن ينال منها فيظفر بفكاكها، فهي باقيةٌ خالدةٌ على الأيام والدهر، لا تزعزعها الحوادث، ولا تنال منها الأحداث.

وقد كان للإسلام مع إخوانه من أتباع الشرائع السماويَّة الأخرى قصصًا يرويها التاريخ بإعجابٍ وإكبارٍ وتقدير؛ فلم يُسمَع عن محمد أنَّه قَتل مسيحيا لأنَّه لم يُسلم؛ ولم يُسمَع عن المسلمين أنَّهم عذبوا كتابيًّا أو سجنوه أو منعوه من التعبُّد وإقامة شعائر دينه؛ ولم يُنقل عنهم أنَّهم هدموا كنيسةً أو قوَّضوا بيعةً.. وإنّما قال التاريخ: إنَّ محمدا صالح نصارى نجران فكتب لهم عهدًا جاء فيه: (ولنجران وحاميتها جوار الله وذمة محمدٍ على أموالهم وأنفسهم وملَّتهم وبيعهم وغائبهم وشاهدهم وكل ما تحت أيديهم من قليلٍ أو كثير، لا يُغيَّر أسقفٌ من أسقفيَّته، ولا راهبٌ من رهبانيَّته، ولا كاهنٌ من كهانته، ولا يحشرون ولا يعشرون، ولا يطأ أرضهم جيش)

التفت إلي، وقال: ميزة أخرى في سلام الإسلام.. لم أجدها في كل ما بحثت فيه من أديان.

قلت: ما هي؟

قال: تشريع أخلاق السلام.

قلت: ما تقصد بذلك؟

قال: في الوقت الذي تصور فيه الرجولة والشجاعة ـ كما نرى في الأفلام التي تنتجها عقليتنا السادية ـ في القتل والتدمير.. في ذلك الوقت يرى الإسلام أن الشجاعة والقوة في امتلاك النفس، والسيطرة على الأعصاب، والتغلب على دواعي الانتقام.. لقد قال محمد

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست