وهو يقلب المقادير على مقتضى حكمته ورحمته وعدله.. ﴿ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ
يُسْأَلُونَ﴾ (الانبياء:23)
ثم يقول في أدب المؤمن العارف بنفسه: (إلـهي مني ما يليق بلؤمي،
ومنك ما يليق بكرمك).. أي مني ما يليق بلؤمي الذي هو وصف العبيد من مبارزتك
بالذنوب، ومنك ما يليق بكرمك الذي هو وصف الربوبية من التجاوز والعفو وستر العيوب)
ثم يقول: (إلـهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي،
أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي)، وهذا توسل من المؤمن إلى الله بأسمائه.. وهو ما يقرب المؤمن إلى
الله قربا عظيما.
ثم يقول متبريا من الحول والقوة التي قد تحجبه عن الله: (إلـهي
إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك، ولك المنة علي، وإن ظهرت المساوي مني فبعدلك، ولك
الحجة علي)
ثم يتوجه إلى الله متوسلا إليه بكمالاته لطلب حاجاته: (إلـهي
كيف تكلني إلى نفسي وقد توكلت لي؟ وكيف أضام وأنت الناصر لي؟ أم كيف أخيب وأنت
الحفي بي؟
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 265