responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 266

ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك، وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك؟ أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك؟ أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك؟ أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت إليك؟ أم كيف لا تحسن أحوالي وبك قامت وإليك؟

إلـهي ما ألطفك بي مع عظيم جهلي، وما أرحمك بي مع قبيح فعلي! )

كانت (آنا ماري شميل) تقرأ هذه المناجاة الطويلة عن ظهر قلب بخشوع ورقة ملأتني بمشاعر لا أسطيع وصفها.

قلت لها: إن هذا الإمام يذكر معاني جليلة.. فهل ترين كل هذه المعاني مستنبطة من النصوص المقدسة؟

قالت: لو كان الوقت كافيا لاستدللت لكل كلمة قالها بنصوص كثيرة من القرآن والسنة.. إن الروحانية الإسلامية فيض من القرآن والسنة.. وهذه ميزة لم أجدها في أي دين من الأديان.. اذهب إلى كتابنا المقدس.. وحاول أن تجد ما يملأ روحك بما يلبي أشواقها إلى الله.. أنا موقنة أنك لن تجد إلا ما يملأ نفسك بالغثيان[1]..

سكتت قليلا، ثم قالت: بتلك الكلمات الرقيقة التي تفوح بعطر الربانية كان القديسون من المسلمين يسيرون ليملأوا أفواه العوام والخواص بذكر الله والتوجه لله والامتلاء بحب الله، وحب أوليائه.

ولذلك.. فإن الروحانية الإسلامية روحانية عامة حتى في حال ضعف المسلمين..

لقد رأيت بعض المسلمين من المنحرفين أو من السكارى قد يقاتل من يسب ربه أو كتابه أو نبيه.. إنه يختزن في نفسه ـ مع كونه منحرفا في نظر الإسلام ـ إيمانا عظيما ومحبة عظيمة.. نعم غلبته شهواته.. ولكن الروحانية الإسلامية لا زالت تجذبه.. ولعلها في يوم من


[1] انظر في هذا رسالة (الكلمات المقدسة) من هذه السلسلة.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست