responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 260

فإيجاده وإبقاؤه من ربه وخالقه، وإلا فهو ليس له من نفسه إلا العدم، قبل إيجاده والفناء بعد إيجاده)

ويرفع توهم أن المراد بأن نفسه وذاته اقتضت عدمه وفناءه بقوله: (إنما الفناء أنك إذا نظرت إلى ذاته بقطع النظر عن إيجاد موجده له كان معدوما، وإذا نظرت إليه بعد وجوده مع قطع النظر عن إبقاء موجده له استحال بقاؤه، فإنه إنما يبقى بابقائه كما أنه إنما يوجد بإيجاده فهذا معنى قولنا إنه بنفسه معدوم وفان فافهمه)

قلت: وعيت مقاصد العارفين من المسلمين من هذا.. ولكني لم أع الفرق بينهم وبين سائر الطوائف.

قالت: لقد ذكرت اليهود.. وتصورت أن في اليهودية مثل هذا.

قلت: أجل..

قالت: لتفهم الفرق بين هذه المعاني عند المسلمين وعند غيرهم من الطوائف وخاصة اليهود تحتاج إلى تمييز مهم بين نمطين من التصوف، فالتصوف هو الاسم الذي اشتهرت به هذه المعاني [1]:

أما ألهما ـ وهو تصوف المسلمين ـ فهو تصوف يدور في نطاق إطار توحيدي، ويَصدُر عن الإيمان بإله يتجاوز الإنسان والطبيعة والتاريخ، ومن ثم يؤمن بالثنائيات الدينية الفضفاضة (سماء/أرض ـ إنسان/طبيعة ـ إله/إنسان)

وتتبدَّى هذه الرؤية في تدريبات صوفية يقوم بها المتصوف ليكبح جماح جسده تعبيراً عن حبه للإله وعن محاولته التقرب منه، وهو يعرف مسبقاً استحالة الوصول والتوحد مع الإله، فالحلول الإلهي يتنافى مع الرؤية التوحيدية، ولذلك، فإن وحدة الوجود عند الصوفية


[1] انظر هذه التفاصيل.. ونظرة اليهودية للتصوف في (الموسوعة اليهودية) للمسيري.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست