اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259
ينتهي إليها سلوك العارف ليبدأ بها استمداده، فهو ما دام ينظر
إلى الوجود نظرة الشريك الذي يزاحم ربه في وجوده، لا يستمد من هذا الوجود غير
الجهل والتشتت، لكنه إن خلع عنه هذا الوجود المشرك، وحلاه بحلية الأحدية، فإن
الوجود كله يصبح عيونا تفيض بالمعارف على قلبه.
ولهذالا يفهم العارفون من قول (لا إله إلا الله)، ما يفهمه
الكثير من قصر معناها على (لا معبود بحق إلا الله)، بل يفهمون ذلك، ومعه يفهمون أن
(لا موجود بحق إلا الله)
قلت: ولكني سمعت بكثير من المسلمين يكفرون سيدا وغيره بهذا.
قالت: دعك منهم.. هم فئة محدودة معروفة
بالتطرف في كل شيء.. لعله لم يصب الإسلام بأنواع البلاء إلا بسببها.
فهذه المجموعة هي التي تزعمت تطرف الإرهاب..
وتزعمت تطرف الشعوذة.. وتزعمت تطرف التفريق بين المسلمين.. وهي تتزعم أنواعا كثيرة
من التطرف أخطرها أنها الحجاب الأعظم بين قومنا وبين الإسلام.
وأنبئك سرا.. أنا التي أتهم بالمروق.. كنت
مثل قومي في نكرانهم للإسلام.. وكان أولئك من سبب ذلك النكران.. ولكني ما تخلصت من
عقدتهم، ورحت أبحث عن الحقائق من أهلها حتى بان لي من حقائق الإسلام ما جعلني
مارقة بين قومي.
قلت: ولكن أولئك يذكرون أقوالا لعلماء لهم
اعتبارهم في الإسلام؟
قالت: هم لا يقرؤون شيئا.. فإذا قرأوا
ينتقون ما يقرؤون، ويقطعونه تقطيعا.
هم يزعموون أنهم يستمدون من ابن القيم.. مع أن ابن القيم يتحدث
عن هذه المعاني من دون إنكار لها.. فهو يقول في مدارج السالكين عند حديثه عن منزلة
الفناء: (الفناء ضد البقاء، والباقي إما باق بنفسه من غير حاجة إلى من يبقيه، بل
بقاؤه من لوازم نفسه وهو الله تعالى وحده، وما سواه فبقاؤه ببقاء الرب، وليس له من
نفسه بقاء، كما أنه ليس له من نفسه وجود،
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259