responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 211

الخلود:

قلت: وعيت هذا.. فهل هذا وحده تصور الإسلام عن حقيقة الإنسان؟

قال: لا.. إن هناك شيئا عظيما.. بل هو أكسير لم يأت به إلا محمد.. وهو الذي يضع للحياة طعمها الجميل.. وهو الذي ينفي الصراع الذي يتوهمه الغافلون.

قلت: ما هو؟

قال: الخلود.

قلت: ما الخلود؟

قال: ألا ترى البشرية تتنازع وتتصارع من أجل البقاء؟

قلت: بلى.. وقد ولد ذلك الاستعمار والحروب الكثيرة التي لا نزال نرى آثارها.

قال: إن سر ذلك كله يكمن في عدم الإيمان بخلود الإنسان.. فلذلك تجده يلهث ليملأ ذلك الفراغ العظيم الذي تمتلئ به نفسه.

قلت: وهل أوجد الإسلام ما يملأ به ذلك الفراغ؟

قال: أجل.. لقد ذكر الإسلام للإنسان أنه خالد.. وأن الموت مجرد مرحلة يمر بها كما يمر بمرحلة الجنين.. وأنه بعد موته سيعيش الحياة الحقيقية التي هي نتيجة لحياته الدنيا..

إن هذا التصور الذي ذكره القرآن.. وجاء به الإسلام.. بصورة لا نظير لها في جميع الأديان والمذاهب.. هو الحل الوحيد الذي يقضي على ذلك الفراغ العظيم الذي يجعل هم الإنسان محصورا في الصراع والاستمتاع.

ولكن أولئك الدجالين الذين وقفوا يملأون عقول البشر بأهوائهم اجتهدوا جهدهم لينفوا هذا.. فلهذا لا ترى في جميع الدراسات الغربية التي اهتمت بالإنسان رعاية هذا البعد.

فجميع الدراسات تدرس الإنسان باعتباره يعيش حياته الدنيا وحدها، ولا معاد له في الآخرة، وبذلك اختلت الموازين تماما.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست