responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 212

فاعتبار الحياة الدنيا هي المبدأ والنهاية يؤثر تأثيرا بالغا في رؤية الإنسان للأشياء، ليس فقط من الناحية الاعتقادية، ولكن كذلك من الناحية السلوكية والعملية والعلمية.

فحين يكون أمامك منظر متكامل تعرف مبدأه ومنتهاه، وتستطيع أن تعرف مكان كل جزئية فيه، ودلالتها في المنظر المتكامل، ثم تقتطع جزءا من المنظر، وتقول: يكفيني هذا الجزء، ولست بحاجة إلى باقيه! هل يكون سلوكك عقلانيا؟.. وهل يكون واقعيا؟.. وهل تحصل على نتائج علمية صحيحة؟!

إن إدراك الدلالة الخاصة لكل جزئية في الصورة يرتبط ارتباطا وثيقا بالرؤية الشاملة للكل المتكامل المتمثل في الصورة، أما في القطاع الذي تقتطعه ـ أيا كان حجمه ـ فكيف تأخذ الجزئية دلالتها؟ وكيف تتكامل النظرة؟ فإذا كان الجزء الذي اقتطعته هو الأصغر، والمتروك هو الأكبر، فأي خلل يمكن أن ينشأ في الرؤية، وإلى أي مدى تفقد الجزئيات دلالتها؟!

والعلوم الاجتماعية التي نشأت وترعرعت في الغرب في ظل الصراع الحاد مع الكنيسة ودين الكنيسة ألغت اليوم الآخر من حسابها تماما، على أنه غيبيات لا تخضع للبحث العلمي، وميتافيزيقيا ضارة ومعوّقة عن التقدم العلمي والعمراني، فلا ينبغي الاهتمام يها والالتفات إليها، ونشأ من ذلك اختلال هائل في رؤية القيم والأهداف.

فحين يعيش الإنسان للدنيا وحدها، ويعتقد أن ما يجنيه فيها من خير أو شر هو الحصية النهائية لجهده، وألا بعث ولا نشور ولا حساب ولا جزاء في الآخرة، فكيف تكون قيمه، وكيف تكون أهدافه؟

إنه بذلك، سيركز على الهدفين الرئيسيين للحيوان: الغلبة في صراع البقاء، والاستمتاع، وإن كانت أدواته لتحقيق كل من الهدفين هي أدوات الحيوان المتطور، أي باستخدام العقل، واستخدام العدد والآلات.

ولأجل هذا يبرز مثل هذا الشعار (القوة هي الحق) ويكون قانون التعامل بين التجمعات

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست