بل إن محمدا يذكر في حديث له أن الرجل يثاب على أداء ما تتطلبه
هذه الغريزة زوجته، فيقول المسلمون متعجبين: (يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته
ويكون له فيها أجر؟)، فيرد عليهم: (أرأيتم لو وضعها في
حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)[1]
ولهذا.. فإنه يستحيل أن يحصل أي كبت في ظل
الإسلام.. ذلك أن الإسلام يطلب من الشباب شيئا واحدا، وهو أن يضبط هذه الشهوات فقط
دون أن يكبتها.. يضبطها في وعيه وبإرادته، وليس في لاشعوره، أي يعلق تنفيذها إلى
الوقت المناسب، وليس تعليق التنفيذ كبتاً باعتراف فرويد، وليس فيه من إرهاق
الأعصاب ما في الكبت، وليس يؤدي مثله إلى العقد والاضطرابات النفسية.
قلت: ولكن أولئك يعتبرون هذا نوعان من
الحرمان، ولو كان حرمانا مؤقتا؟
قال: ليست في الدعوة إلى ضبط الشهوات أي
تحكم.. لأنه لا يمكن أن تقوم أمة من الأمم، وهي لا تتحكم في شهواتها.. ولا
تنظمها.. إنها تتحول بذلك إلى غابة لا يأمن فيها الإنسان على نفسه، ولا على عرضه..
التفت إلي، وقال: للأسف لم تعطنا حضارتنا أي كابح يجعل طاقات
الأمة تتوجه نحو