اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 162
القيم الرفيعة لتوجه طاقتها فيها كما فعل الإسلام.. وهو دليل
خطير على هزيمة الحضارة في هذا الجانب المهم من الحياة.
قلت: أيقنت هذا ووعيته.. فأخبرني عن التشريعات التي وضعها
الإسلام ليحفظ بها الفرد والمجتمع من هذه الانحرافات الخطيرة التي وقعت فيها
مجتمعاتنا.
قال: لا يمكن إحصاء ذلك في هذه الجلسة..
ولكني سأذكر لك أصول ما شرعه الإسلام في هذا الجانب الخطير.. والذي لم أجد مثيلا
له في أي دين من الأديان، أومذهب من مذاهب الأخلاق.
أولا.. لقد بدأ الإسلام، فملأ النفس نفورا من الفواحش وهربا
منها حتى صارت بالنسبة لها هي القذارة بعينها، ففي الحديث: (إذا زنى الرجل أخرج
منه الإيمان وكان عليه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه الإيمان)[1]
وفي حديث آخر: (لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم الزنا فإذا
فشا فيهم الزنا فأوشك أن يعمهم الله بعذاب)[2]
وفي حديث آخر: (إذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة)[3]
ولهذا وصف القرآن المؤمنين بأنهم لا يقعون في مثل هذه الفواحش:﴿ وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ
إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً ﴾ (الفرقان:68)
ولم يكتف الإسلام بتحريم الزنا، بل حرم كل ما يقرب منه، أو يؤدي
إليه، ففي القرآن:﴿ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا
ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾
(الأنعام:151).. وفيه:﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ
كَانَ