اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 135
قلت: أنت مغرم باللغة والأدب.. وقد قرأت لك ترجمتك لمسرحية
(مجنون ليلي) لأحمد شوقي.. فما الذي جعلك تربط بين تعاليم محمد، وبين الأزهار؟..
أو ما هو وجه الشبه بينهما؟
قال: انظر إلى هذه الزهرة الجميلة.. وأخبرني عن سر جمالها.
قلت: أنت تكلفني عنتا.. فالجمال ذوق من الصعب الحديث عن أسراره.
قال: أما أنا.. فقد حاولت أن أجعله علما.. وحاولت أن أبحث عن سر
أسراره.
قلت: لم؟
قال: لأبحث عن كيفية تحويل البشر إلى أزهار.. لقد وجدت أثناء
بحثي المضني سبعة أسرار.. فلما انتهيت من تحديدها رحت أبحث في الفلسفات وفي
الأديان عمن عبقت تلك الأسرار السبعة من تعاليمه، وفي الأجيال التي تربت على
تعاليمه، فلم أجد ذلك إلا في دين محمد.
قلت: فما هذه الأسرار السبعة.
قال: العفاف، والكرم، والنبل، والتضحية، والقوة، والأمانة،
والصدق.. وقد رأيت من خلال بحثي عن سر الزهرية في الأزهار أنها كلها ترجع إلى
العفاف.. أو كلها تنطلق من العفاف.. فالفرد العفيف مأوى لكل فضيلة، والمجتمع
العفيف مأوى لكل القيم.
لقد صدق محمد عندما عبر عن ذلك، فقال: (إن مما أدرك الناس من
كلام النبوة الاولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت)[1].. فالحياء الذي أساس العفة.. هو
الحاجز بين الإنسان وكل رذيلة، وهو الحامل لكل إنسان على كل فضيلة.
قلت: فهل ترى في هذه الأزهار ما تذكره من هذه الصفات؟