اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 136
قال: لولا توفر الأزهار على هذه الصفات ما كانت أزهارا..
قلت: فحدثني عنها.
قال: حديثها طويل.. وسأختصره لك اختصارا.. ولكني لن أحدثك عن
القيم التي جاء بها محمد حتى أحدثك عن القيم التي نشرتها شياطين الرذيلة في
مجتمعاتنا.. فلا يظهر جمال النور إلا في الظلمة.
قيم الجاهلية
نظر إلى الأزهار بحزن، ثم قال: لقد خلق الله البشر مثل هذه
الأزهار براءة وعذوبة وجمالا.. لقد كان عبير البشر الأزهار يسيح في الأرض، فيملأها
بالجمال..
لكن المجرمين الذين استسلموا لأهوائهم راحوا يحولون من تلك
الأزهار الجميلة أشواكا وسموما.. فصارت الأرض التي كانت جنة سجنا.. وصارت الأرض
التي كانت مأوى الطيبة والعفاف ماخورا للخبث والرذيلة..
لقد صارت كما ذكر القرآن في (جاهلية)..
قلت: نعم.. لقد وصف القرآن قوم محمد بأنهم كانوا يعيشون جاهلية.
قال: كما وصف غيرهم بأنهم في جاهلية.. فالجاهلية في المفهوم
القرآني لا تعني فترة زمنية.. ولا محلا مكانيا.. بل تعني قيما منحطة، ونظما جائرة،
وأخلاقا منحرفة، وفكرا شيطانيا..
إن الجاهلية في المفهوم القرآني هي الكلمة البديلة عن كل ذلك..
لقد ذكر القرآن جاهلية التصور، فقال:﴿ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ
أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ﴾ (آل عمران:154)