اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 134
قال: إن هذه الزهرة التي تراها تختزن جميع القيم الكريمة..
ثم التفت إلى البشر الذين حوله، وقال: لقد كان في إمكان كل فرد
من هؤلاء أن يكون كهذه الزهرة.. وكان في إمكان البشر جميعا أن يتحولوا إلى أزهار
طيبة تفوح بأعذب ألحان العطر.. وكان في إمكان الأرض أن تصبح بذلك حقلا كبيرا
وحديقة عظيمة وجنة من الجنان لا تقل عن جنان الآخرة..
قاطعته قائلا: فما الذي حال بينهم وبين أن يكونوا كذلك؟
قال: الشهوات التي ملأتهم بها الشياطين، والأنانية التي جعلتهم
يدوسون كل زهرة، ويخنقون كل عطر.
قلت: فأنت يائس إذن من البشر.. سلمت نفسك لعالم الأزهار..
قال: لا.. لست يائسا.. لقد ترك رجل من البشر وطئت قدماه ثرى
الأرض ذات يوم بذورا كثيرا لأزهار جميلة ظلت تتفتح في كل العصور.. لعلها في يوم من
الأيام تستطيع أن تحول الأرض حديقة غناء..
قلت: تقصد المسيح.. لا شك أنك تقصده.
قال: المسيح ترك بذورا كثيرا لأزهار جميلة.. لكن المجرمين
خنقوها في مهدها، لعلهم حافظوا على ألوانها وبعض روائحها، ولكنهم سقوها السم
الزعاف، فلا يقترب منها أحد إلا أصابه من سمها.
قلت: فمن هذا الذي بقيت أزهاره سالمة لم تخنق؟
قال: محمد.
قلت: نبي المسلمين.
قال: نبي العالمين.. إنه النبي الوحيد الذي لا تزال بذور أزهاره
حية عطرة جذابة يمكنها أن تحول الأرض جميعا حديقة غناء.
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 134