responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133

فهو يهتم بالقيم الإنسانية الرفيعة، ويعتبرها الثمرة الكبرى لكل دين، بل يقيم الأديان على أساسها، وكنت مثله في ذلك.

وقد كانت القيم التي يبشر بها هي نفس القيم التي أشعر بأهميتها الكبرى في بناء الحياة الإنسانية.

وقد كان مع ذلك يتألم كثيرا لتخلف القيم عن المجتمعات المعاصرة التي باعت نفسها للشياطين الذين وضعوا لها دساتير تخالف دساتير الفطرة التي طبعت عليها.

في ذلك الصباح الجميل.. وفي حديقة من حدائق باريس تشتهر بأنواع جميلة من الأزهار.. تفوح بكل روائح العطر العذبة.. وتشرق منها جميع ألوان الابتسامة.. رأيته كراهب يجثو أمام زهرة من الزهرات يتأملها، ويغرق في تأمله.

كنت أعلم حبه للغة العربية.. فلذلك اقتربت منه، وأنشدته قول مسعود سماحة:

تمتعْ بأزهارِ هذي الحياة فإِن حياتكَ بعضُ الزمنْ

وخلِّ النضارَ وجمعَ النضار فما زاد نفسكَ غيرُ الكفنْ

التفت إلي، وقال: صدقت.. ولا فض فوك..

ثم نظر إلى الأزهار، وقال: صدق مسعود سماحة.. لقد عبر خير تعبير عن جمال الحياة التي تختزنها هذه الأزهار.

قلت: أراك غارقا في التأمل فيها.. فهل ترى فيها ما لا نرى؟

قال: ربما ترى فيها أنت ـ ما دمت تتذوق الشعر ـ ما أرى.. ولكن الكثير ممن ترى لا يرى ما نرى.

قلت: أنا لا أرى إلا زهرة تفوح بأريج العطر، وتملأ العين بثغرها الجميل المبتسم.

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست