اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 105
نظر إلى الشجرة برهة، ثم قال: ألم تتساءل عن سر نشاط هذه الشجرة
وحياتها واستمرارها في العطاء طول تلك السنين التي مرت بها؟
قلت: لا أحتاج إلى التساؤل عن ذلك.. فهو واضح.. فأرضها طيبة
تمدها بالماء وما تحتاجه من غذاء الأرض، وهواؤها عليل يمدها بما تحتاجه من غذاء
السماء.. وهي مع ذلك كريمة لا تحتفظ بهذه الأقوات لنفسها.. بل تمد بها من قصدها،
فتحييه بحياتها، وتشمله ببركاتها.
قال: فكذلك الشجرة التي غرسها محمد.. لقد كان لصمود المصادر
التي تغذت بها شجرته أثرها الكبير في حفظ حياة دينه، وحفظ ثمراته.
قلت: ولكنا نرى الإسلام تقزم بعد أن كان عملاقا، وهرم بعد أن
كان شابا.
قال: هو هرم مزيف، وهو تقزم تكذب العين في رؤيته.. الإسلام في
حقيقته لا يزال يحتفظ بكل مقومات حياته.. ولكن الحروب العظيمة التي ووجه بها
جعلتنا نرى في المسلمين ما نراه.. ولو أن هذه الحروب توقفت أياما، وتركت المسلمين
لأنفسهم لعادوا إلى قوتهم التي تختزن في مصادرهم.
إن الشجرة التي غرستها المصادر المقدسة لهذا الدين شجرة لا تنتج
إلا الثمار الطيبة.. وهي ثمار قد يعرض عنها البعض في وقت من الأوقات، ولكنهم سرعان
ما يحنون إليها، ويحدو بهم الشوق للأكل منها.
قلت: هذا كلام عام أريد تفاصيله.
قال: ولن تجد عندي إلا تفاصيله.. لقد عشت كثيرا في المجتمعات
المسلمة.. ومع كونها تخلفت كثيرا عن دينها، ولكنها مع ذلك لا تزال تحتفظ بكل
المقومات التي يمكن أن تعيد لها الحياة من جديد، وتعيد لهذا الدين دوره الرائد في
العالم.
العقيدة:
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 105