اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106
قلت: فلنبدأ بالعقيدة.. والتي هو أصل أصول الدين، وأساس أسسه.
قال: لقد بحثت في الأديان جميعا.. وقرأت تراثها المقدس..
وتغلغلت في أديرتها ومعابدها لأبحث عن صورة مقدسة لله.. فلم أجدها إلا في دين
محمد..
إنه الدين الوحيد الذي يعرض تعريفا لله ينسجم مع الفطرة والعقل
والكون والحياة..
إن كل شيء يبرهن على كل كلمة يحملها دين محمد عن الله.
والمسلمون في جميع فترات تاريخهم يحملون تصورات مقدسة عن الله
تسمو كثيرا عن كل ما حصل في جميع الأديان من تحريفات.
أنت مثلي تحب التفاصيل.. ولا تقنع بالأسلوب الخطابي.. فلذلك
سأذكر لك ما يبرهن لك على أن الشجرة الوحيدة التي صمدت في وجه جميع التحريفات هي
الشجرة التي غرسها محمد.
إن أهم ما يميز العقيدة الإسلامية هو تناسبها مع الفطرة السليمة
التي يلتقي فيها العقل والروح والنفس من غير أن يحصل بينها أي اضطراب.. لقد عبر
القرآن عن هذه الخاصية بقوله:﴿
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم:30)
هذه العقيدة الفطرية تشرحها سورة قصيرة قل أن يوجد مسلم لا
يستظهرها هي سورة الإخلاص.. وهي السورة التي نزلت جواب إلهياً للمشركين عندما
سألوا محمدا أن يصف لهم ربه.
وهذه الحقيقة هي التي تجذب اهتمام وتركيز دارسي الإسلام من أول
لحظة، وتدفع من كتبت له الهداية منهم إلى نفض ما علق بفطرته من ركام والدخول في
دين الله بطمأنينة، ذلك أن (أول ما
يستشعره القلب والعقل أمام العقيدة الإسلامية هو الاستقامة والبساطة والوضوح..وهذه
السمة التي تجتذب الأفراد الذين يدخلون في هذا الدين من الأوربيين
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106