responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104

بل إنه لا أحد من المجرمين المصلوبين من صاح بذلك الرعب الذي صاح به المسيح عندما قوّله كتبتنا قوله: (إيلي إيلي.. لماذا شبقتني!؟ أي إلهي إلهي لماذا تركتني) (متى:27)[1]

ثم التفت إلي، وقال: حتى لو فرضنا أن ما حصل من المسيح صمود لا نظير له، فإنه صمود شخص يبعث على الإعجاب.. لا صمود أمة..

قلت: ولكن أتباع المسيح أبدوا من الصمود والثبات ما لا نظير له.

إن التاريخ يشهد بالبطولات العظيمة التي أبداها أتباع المسيح في القرون الثلاثة الأولى تجاه جميع أنواع المحن والبلايا والاضطهادات التي مورست عليهم.

قال: ولكنهم ـ في الأخير ـ تزعزعوا أمام إرادة الامبراطور..

نعم.. لم تطق معهم أسلحة الترهيب.. ولكن أسلحة الترغيب جذبتهم.. فتحولت المسيحية من دين المسيح إلى دين قسطنطين.. يغير فيها ما يشاء، ويثبت ما يشاء.

قلت: كيف تقول هذا؟

قال: أنا مؤرخ.. ولا أتعامل إلا مع الوثائق التاريخية، ولدي من الوثائق الكثيرة ما يثبت تلك الانحناءات الخطيرة التي انحناها ورثة المسيح، ليتركوا ـ في الأخير ـ الأمر للبابا الأول حضرة الامبراطور قسطنطين ليتصرف في دينهم كيف يشاء.

اسمح لي.. يا أخي.. أن أقول لك بأن ديننا الذي ندين به ورثناه من الامبراطور، لا من المسيح.

قلت: إن هذا الكلام الذي تقوله خطير جدا.

قال: ولكنه صحيح جدا للأسف..

قلت: لا بأس قد أقر لك بما ذكرت .. ولكن كيف صمدت الثمار التي جاء بها الإسلام؟


[1] هذا بناء على ما يعتقده المسيحيون، أما المسيح.. فقد كان سيد الأبطال الثابتين، والبطولة لا تتجلى على الصليب وحده..

اسم الکتاب : ثمار من شجرة النبوة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست