اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 93
أما
انطباق البشارة على محمد.. فذلك مما لا شك فيه، بل إن النص يكون أكثر وضوحا
بتطبيقه على محمد.
قلت:
ولكن المسيح صرح باسم المسيح في البشارة، كما في لوقا، فقد ورد فيه: (كيف يُقال
للمسيح أنه ابن داود، وداود نفسه يقول في كتاب المزامير:(قال الرب لربي: اجلس عن
يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك)، فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون
المسيح ابنه؟)(إنجيل لوقا:20 : 42)
قال: أنت
تعلم أن اسم (المسيح) لم يختص به المسيح بن مريم وحده، وإنما هو وصف أطلق في
الكتاب المقدس على هارون وداود وإشعياء وغيرهم..
وذلك لأن
كلمة (مسيح)أصلها عبري (مشيح)، وتعني (من مسحه الله) أي جعله مسيحا، وكلفه بإبلاغ
رسالة إلى الناس، و جعله رسولا.. أي أن معنى كلمة المسيح بالعبرية الرسول.
ألم تقرأ
ما ورد في (المزمور 89 :21) من قول الله : (وجدت داود عبدي بدهن قدسي مسحته)؟..
فداود ـ حسب هذا النص ـ مسيح مسحه الله، ومثل ذلك ما في (المزمور 18/50):(والصانع
رحمة لمسيحه لداود)
ومثل ذلك
ما ورد في (سفر إشعياء 45:1): (يقول الرب لمسيحه إشعياء لكورش الذي امسكت بيمينه
لادوس امامه امما)، فإشعياء، نبي الله إلى بني اسرائيل ـ حسب هذا النص ـ مسيح
أيضا.
و في
(سفر اللاويين 6:20): (هذا قربان هارون وبنيه الذي يقرّبونه للرب يوم مسحته)
فهارون ـ حسب هذا النص ـ مسيح أيضا.
بل إن
هذا الاسم لم يطلق على الأنبياء وحدهم في الكتاب المقدس.. بل نراه يطلق على
الملوك:
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 93