اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 92
الكتاب
المقدس.. ولن نفهم بذلك هذه البشارة، ولا غيرها.
قال: لن
تفهم الكتاب المقدس إلا بالكتاب المقدس.. أجبني، فلي حق عليك في أن تجيبني عن
سؤالي.
قلت: نعم..
الكتاب المقدس بعهديه يستعمل لفظة (الرب) بمعنى السيد والمعلم.
قال: بل
ورد تفسيرها في الأناجيل بذلك، فقد جاء في إنجيل يوحنا [1 : 38]:(فقالا: ربي! الذي
تفسيره يا معلم، أين تمكث؟).. وجاء فيه أيضا: [ 20 : 16]:(قال لها يسوع: يا مريم!
فالتفتت تلك و قالت له: ربوني! الذي تفسيره يا معلم)
قلت: ذلك
صحيح.
قال:
ليست الأناجيل فقط هي التي استخدمت هذه الكلمة بهذا المعنى.. بل إن القرآن الكريم
ـ مع تشدده في نفي ذرائع الشرك ـ استخدم هذه اللفظة بهذا المعنى، فقد جاء فيه :﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا
أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً ﴾ (يوسف: 41)، وجاء فيه :﴿ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ
نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ
رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾ (يوسف:42)
قلت: فما
المراد من تلك العبارة إذن؟
قال: إن
ما يريده المسيح من عبارته تلك ـ إن سلمت لك من أن المراد منها هو المسيح ـ هو
تذكير اليهود بمقامه العظيم قائلا لهم: كيف تعتبرون المسيح مجرد ابنٍ لداود، مع أن
داود نفسه اعتبر المسيح الآتي المبشر به، والذي سيجعله الله دائنا لبني إسرائيل
يوم الدينونة : ربَّاً له: أي سيدا له ومعلما؟!
قلت:
فالنبوءة بهذا لا تنطبق على محمد.
قال: لا..
لقد كنت أوضح لك فقط سوء ما فهمته وفهمه قومك من اعتبار المسيح إلها..
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 92