responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 91

لأن المعنى سيصبح عندئذ: قال الله لِلَّه اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك.. وكيف يجلس الله عن يمين نفسه؟

قلت: هذا الكلام مبني على طبيعة المسيح.

قال: لا بأس.. إذا كان ربي الثانية إلهاً فإنه لا يحتاج لأحد حتى يجعل أعداءه موطئا لقدميه، بل هو نفسه يسخر أعداءه بنفسه، ولا يحتاج إلى من يسخرهم له.

صمت، فقال: مخاطبة الله لإلـه آخر تعني وجود إلهين اثنين، وهذا يناقض العقيدة التي تتبنونها.. فأنتم تعتبرون الثلاثة واحدا.

قلت: لا بأس.. ولكن كيف سمى داود المسيح ربا؟

قال: إذا اعتبرنا اختلاف الترجمات تفاسير للكتاب المقدس، فإن الإشكال سيزول بسهوله.. هذه البشارة هي الفقرة الأولى من المزمور رقم 110، ولفظها ـ كما في الترجمة الكاثوليكية الحديثة ـ:(قال الرب لسيّدي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك)[1]

فما عبر عنه المسيح بلفظة ربي، هو في الحقيقة بمعنى سيدي.. ولذلك نجد أن الترجمات العربية المختلفة للعهد الجديد، خاصة القديمة منها كانت تستخدم لفظة السيد في مكان لفظة الرب، ولفظة المعلم في مكان لفظة رابِّـي.

قلت: أنت تهرب إلى اختلاف الترجمات.

قال: لا بأس.. فلنبق على كلمة (ربي).. ولنذهب إلى الأناجيل لنرى استخدامات كلمة (الرب) فيها.. هل ترى الأناجيل تقصر هذه الكلمة على الله؟

أدركت ما يرمي إليه، فحاولت أن أتملص من الإجابة قائلا: أنت تريد أن نتشتت في بحار


[1] العهد القديم، ص 1269.

اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست