اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 251
إن كان
روح الله ساكنا فيكم)(رسالة بولس (8/9)، فهذا النص يدل على أن هذه الروح نفسها
التى تعيش داخل المؤمنين تعنى ببساطة الإيمان ودين الله الحقيقى الذى نادى به
المسيح، وبالتأكيد فإن هذه الروح لا يمكن أن تعنى المثل الأعلى النصرانى للروح
القدس أى (ثالث الثلاثة الأخير)
قلت: كل
هذه فهوم فهمتها أنت من الكتاب المقدس، والفهم شيء ذاتي مرتبط بالفاهم، لا بحقيقة
الحال.
قال: ولكنه
فهم مؤصل.. وهو فوق ذلك ليس خاصا بي.. أتعرف ما كان يقول الآباء النصارى الأولون
عن الروح القدس؟
لقد
اعتبر هرماس الروح القدس هو العنصر الإلهي فى المسيح..
أما
جوستين المسمى بالشهيد (100 - 167 م) وتيفيلس، فهما يفهمان أن الروح القدس تعنى
أحيانا نوعا غريبا من إظهار الكلمة وأحيانا صفة إلهبة، ولكنها لا تعنى شخصا إلهيا
أبدا.
أما
أثيناغوراس (110 - 180 م) فهو يعتبر الروح القدس فيضا من الله يأتى منه، ويعود
إليه كأشعة الشمس.
أما
أيرينايوس (130 - 202 م) فهو يعتبر الروح القدس والابن خادمان لله، وأن الملائكة
يخضعون لهما.
فهذه
النصوص كلها يفهم منها أن الروح القدس لا يوصف بصورة محددة كشخصية، بل هي قوة الله
ونعمته وعطاؤه وعمله وإلهامه.
صمت
قليلا، ثم قال: دعنا من كل هذا، فله محله المتعلق بنفي ألوهية هذا الأقنوم الذي
تزعمونه.. ولنعد إلى النص.. ولنبحث في جمل النص عن الدلالات التي يحملها.
ألم يبدأ
المسيح حديثه بقوله: (إن كنتم تحبونني، احفظوا أحكامي، وسأطلب لكم من الأب بارقليط
آخر) (إنجيل يوحنا (14 : 15)؟
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 251