responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244

قلت: هذا منهج صحيح.. فالبشارات تحتاج إلى الدلائل القطعية لإثباتها.

قال: لقد ذكرت أن البشارة تنطبق على روح القدس.. فما هي براهينك على ذلك؟

قلت: كثيرة.. فاصبر معي لأعددها لك.

قال :﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾ (الكهف:69)

قلت: أنت تعلم أن المسيح كان معلم الحواريين مدة إقامته بينهم، وكان مرشدا ومعزيا لهم ومدافعا عنهم حتى تعلقت قلوبهم به، وقد عرف أن فراقه بسبب الموت سيحزنهم جدا.. وتحقق أنهم في حاجة إلى مساعدة سماوية لتقويتهم وإرشادهم وتعزيتهم بعد فراقه.. لهذا كله سبق، فوعدهم بالروح القدس المعزى الآخر.

هذه هي علة هذه النبوءة..

بالإضافة إلى هذا، فإن هناك وجوها كثيرة تنفي انطباق هذه البشارة على نبيكم:

منها أن الموعود به ليس ذا جسم، فهو روح الحق، لذلك لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه، وهذا الوصف لا يصدق على محمد لأنه ذو جسم، وقد رآه العالم مؤمنهم وكافرهم.

ومنها أن هذا الموعود جاء ليمكث مع الحواريين إلى الأبد، وذلك لا يصدق على محمد، لأنه لم يأت في زمن الحواريين، ولم يمكث في العالم أو معهم إلى الأبد.

ومنها أن الموعود به كان وقتئذ مع الحواريين فقد قال: (لأنه ماكث معكم)، وهو لا يصدق على محمد، لأنه لم يكن مع الحواريين.

ومنها أن المسيح أوصى الحواريين (أن لا يبرحوا من أورشليم، بل ينتظروا) ذاك المعزى الروح القدس، وهم إطاعة لسيدهم انتظروا عشرة أيام في أورشليم حتى جاء ذلك المُعزى، (وامتلأ الجميع من الروح القدس)، وهذا لا يصدق على محمد، وإلا كان يجب على الحواريين أن ينتظروا في أورشليم نحو ستمائة سنة إلى مجيء محمد، وليس لهم هذا العمر.

وهذا يتأكد بما ذكره المسيح من أنه وعدهم بإرسال هذا الروح المعزى على عجل، وإلا

اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست