اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 243
منهم ـ
على سبيل المثال ـ منتنس المسيحي الذي كان في القرن الثاني من الميلاد، فقد ذكر
رحمة الله الهندي أنه ادعى قرب سنة 177 من الميلاد في آسيا الصغرى الرسالة، وقال:
(إني هو البارقليط الموعود به الذي وعد بمجيئه عيسى)، وتبعه أناس كثيرون في ذلك،
كما هو مذكور في بعض التواريخ.
وذكر
وليم ميور حاله وحال متبعيه في تاريخه المطبوع سنة 1848 من الميلاد هكذا:(أن البعض
قالوا أنه ادعى أني فارقليط يعني المعزي روح القدس وهو كان أتقى ومرتاضاً شديداً،
ولأجل ذلك قبله الناس قبولاً زائداً)
وهذا يدل
على أن انتظار بارقليط كان في القرون الأولى المسيحية أيضاً، ولذلك كان الناس
يدعون مصاديقه، وكان المسيحيون يقبلون دعاواهم.
وقد ذكر
رحمة الله عن صاحب لب التواريخ قوله: (إن اليهود والمسيحيين من معاصري محمد a كانوا منتظرين لنبي، فحصل لمحمد من
هذا الأمر نفع عظيم، لأنه ادعى أني هو ذاك المنتظر)، فهذا يدل على أن أهل الكتاب
كانوا منتظرين لخروج نبي في زمان محمد a.
وهذا من
الشهرة والتواتر بحيث لا يحتاج منا إلى كثرة الشواهد.. ولعلك تظفر بمن يعدد لك
شواهده.
أتراك
اقتنعت بما قلت؟
قلت: ليس
بهذه السهولة أن أقتنع.. فما ذكرته من الأدلة لا يكفي لإثبات أمر خطير كهذا.
قال:
ولكنكم أثبتم أن المراد من هذه النبوءة هو ما نزل على التلاميذ يوم الخمسين
ليعزيهم في فقدهم للسيد المسيح بسهولة ويسر.
قلت: لأن
ذلك هو المراد من النبوءة.
قال:
فلندع كلمة (البارقليط).. ولنذهب إلى سائر ما ورد في البشارة، ولنحاول المقارنة في
تطبيقها بين محمد، وما نزل على التلاميذ.
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 243