اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124
قال: لقد
أشار القرآن الكريم إلى تفقده لرعيته من الحيوانات، فقال :﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا
لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾ (النمل:20)، فقد شعر سليمان بغيبة
الهدهد، فراح يبحث عنه.
قلت:
والنمل!؟
قال:
القرآن الكريم يذكر الحقائق المجملة، ويدع التفصيل للعقول.. أم أنك تريد أن تجعل
من الرسالة الخاتمة قصة لسليمان وحيوانات سليمان؟
حركت
رأسي بالموافقة، وقلت: أجل.. صحيح هذا.. إن حياة سليمان تستدعي أسفارا ضخمة.
قال: هذا
هو سليمان في قرآننا ملك رحيم أواب امتلأ بالإيمان والرحمة، فوهبه الله من الفضل
العظيم ما جعله قمة من قمم الهداية وشمسا من شموسها.. قال الله عنه :﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ
وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ
كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ (النمل:16)، وقال عنه :﴿ وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ
نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ (صّ:30)، وقال عنه :﴿ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ
أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ
أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ﴾ (النمل:36)
كان يقرأ
خاشعا بصوت جميل، فقلت: لقد ذكرتني قراءتك برجل التقيت به أمس.. كان حدادا، وكان
صاحب صوت جميل، وكان ذا علم بالكتاب.
ابتسم،
وقال: هل التقيته؟
قلت: ما
به؟.. أو من يكون الرجل؟
قال: ذلك
والدي.. إنه نشيط جدا.. إنه لا يمضي دقيقة من حياته في غير العمل الصالح.. حتى إنه
لا يطرق بمطرقته طرقة إلا صحبها بذكر الله وترتيل آياته.
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124