اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 125
قلت:
فأنت ولد عاق إذن؟
قال:
معاذ الله.. كيف يكون سليمان عاقا لداود؟
قلت:
فأنت عمدة البلدة كما تذكر، فكيف تترك أباك يمارس الحدادة؟
قال: هو
يحب أن يأكل من عمل يده.. هو يحب داود.. وقد كان داود يعمل بيبده مع أنه كان ملكا..
إن العمل باليد شرف للمؤمن لا إهانة له.
ومع ذلك..
فقد سبقني إلى حكم هذه القرية.. بل سلم حكمها لي برضا أهل القرية زاعما أن لدي من
القدرات التنظيمية ما ليس له.
صمت،
فقال: وماذا تحمل أنت عن سليمان؟
لم أدر
ما أقول، فقال:أنت تحمل صورة مشوهة عن سليمان.. وأنت معذور في ذلك.. فالكتاب
المقدس الذي شوه بتحريف صورة النبيين هو الذي حملك على ذلك.
قلت: كف
عن هذا.. أتسخر من كتابي؟
قال:
معاذ الله أن أسخر من شيء.. ولكن أجبني: ألست وقومك تعتقدون أن سليمان ارتد في آخر
عمره.. وهو الوقت الذي تتوجه فيه القلوب إلى الله.. مع أن جزاء المرتد في الشريعة
الموسوية هو الرجم حتى لو كان المرتد نبيا ذا معجزات كما مصرح بذلك الباب الثالث
عشر، والسابع عشر من سفر الاستثناء، بل لا يعلم من موضع من مواضع التوراة، أنه
يقبل توبة المرتد، ولو كان توبة المرتد مقبولة، لما أمر موسى بقتل عبدة العجل، حتى
قتل ثلاثة وعشرين ألف رجل على خطأ عبادته.
قلت:
صدقت في هذا..
قال: ليس
ذلك فقط.. بل أنتم تعتقدون أنه بنى المعابد العالية للأصنام في الجبل قدام
أورشليم، وهذه المعابد كانت باقية مئتي سنة حتى نجسها، وكسر الأصنام يوسنا بن آمون
ملك يهوذا في عهده، بعد موت سليمان بأزيد من ثلثمائة وثلاثين سنة.. لا يمكنك أن
تخالفني في
اسم الکتاب : أنبياء يبشرون بمحمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 125