اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54
أغلبية
السكان.. فالحكومة التي حكمت بلادنا قبل فترة[1] قد وصلت إلى مقاليد الحكم عن طريق
الانتخابات العامة التي أجريت في البلاد.. وقد فاز حزب (اليمين) فيها بنسبة 70%
من مقاعد البرلمان في حين أن نواب هذا الحزب لم يحصلوا إلا علي 40% من أصوات الشعب
في الانتخابات. وهذا هو ما حدث في الانتخابات التي أجريت قبل سنة، وحصل حزب الشمال
في كلتيهما علي أقل من 50% من مجموع الأصوات! ولكنه رغم ذلك كان له الحق في تشكيل
الحكومة، لأن أصوات الناخبين الأخرى كانت موزعة بين نواب الأحزاب (المعارضة)، ولم
تكن بطولة حزب (الشمال) إلا في أنه أحرز أصواتا أكثر من أي حزب آخر علي حدة.
ولا
أستثني من هذه القاعدة إلا الانتخابات المزعومة التي تجري في الأنظمة الشمولية،
فيفوز زعماؤها بأرقام خيالية للأصوات!
وهكذا
نقف مرة أخري أمام ظاهرة البحث عن أساس القانون ومصدره.
قال
الرجل: إن هذا تحد حقيقي.. فهل استطاع الدين أن يواجهه؟
قال
خبيب: أجل.. لقد رأيت الدين يستجيب لهذا التحدي الخطير، الذي قد يدمر سعادة
البشرية كلها.. إنه يقول: إن مصدر (التشريع) هو (الله) وحده خالق الأرض والكون ؛
فالذي أحكم قوانين الطبيعة هو وحده الذي يليق أن يضع دستور حضارة الإنسان
ومعيشته.. وليس هناك من أحد غيره سبحانه يمكن تخويله هذا الحق.
إن هذا الجواب
معقول وبسيط لدرجة أنه يصرخ قائلا، لو استطعنا أن نسمع نداءه: هل هناك أحد غير
الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يسوى هذه المشكلة المصيرية؟
لقد وصلت
بنا هذه الإجابة إلي مكانها الحقيقي من التشريع والمشرع ؛ بعد أن استحال
[1] هذا المثال ذكره وحيد
الدين خان عن حكومة بلاده (الهند) في زمنه.
اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54