اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 55
علينا
المضي خطوة ما في ظلام الضلالة عن الهدي الحقيقي.
أنه لا
يمكن قبول إنسان حاكما ومشرعا للإنسان ؛ ولا يتمتع بهذا الحق إلا خالق الإنسان
وحاكمه الطبيعي :الله.
قال رجل
منا: وعينا هذا.. ووعينا الدور الذي يمكن أن يلعبه الدين فيها.. لكن التشريع لا
يتوقف عند مصدره فقط..
قال
خبيب: لقد بحثت في هذا أيضا.. وقد وجدت أن من أهم الأسئلة لدي علماء القانون تحديد
عناصر التشريع.. هل هي كلها إضافية، أو أن هناك عنصرا أو عناصر أساسية في التشريع
لا يمكن الاستغناء عنها في أي دستور عند تعديله، أو تجديده أو تغييره؟.
لم يستطع
خبراء التشريع الوصول إلي اتفاق في هذا الصدد، رغم البحوث الطويلة التي أجريت في
هذا الباب. وهم يسلمون نظريا بأنه لابد من عنصر في التشريع يتمتع بالدوام والأبدية،
مع عناصر أخري تتصف بالمرونة، فيمكن الاستغناء عنها عند الضرورة.
ويرون
أيضا أن افتقار الدستور إلي أحد العنصرين: (الأبدي والإضافي) سوف يكون مصدر شقاء
دائم للبشرية. وقد عبر عن هذه الحالة أحد قضاة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو
القاضي كاردوزو بقوله: (من أهم ما يحتاج إليه التشريع اليوم: أن نصوغ له فلسفة
للتوفيق بين الرغبات المتحاربة حول ثبات عنصر وتغير عنصر آخر)
والحق أنه
لا يمكن التوصل إلي أساس يميز بين عناصر القانون الذي وضعه الإنسان بعضها وبعض،
فكل عنصر يدعي أنه صالح للدوام يلزمه أن يقدم دليلا علي ذلك ؛ وهو عاجز تماما عن
الإتيان بذلك الدليل ؛ فقد نري اليوم عنصرا من الدستور يصاغ بناء علي رغبات الشعب،
فقد لا يعجبهم ذلك أو يرونه قد فقد صلاحيته بمضي الزمن.
قال رجل
منا: فهل يوجد في التشريع الإسلامي التمييز بين العناصر الثابتة والمتطورة؟
قال: أجل..
ولا يوجد في جميع أديان الدنيا التمييز بينهما كما يوجد في الإسلام..
اسم الکتاب : عدالة للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 55