قلت: حدثني عن ثانيهم.. ذلك الذي راح يبحث عن سلام (القلب)
قال: وجدته مع صديقه سمنون المحب.. وجدتهما يتحدثان في عوالم من الجمال لم يطق عقلي أن يفهمها.
قلت: حدثني عن ثالثهم.. ذلك الذي راح يبحث عن سلام (العقل)
قال: وجدته مع صديقه المدرسي.. وجدتهما يتحدثان في مدارك العقول.. وعلى حقائق كان لها من قوة الدليل وعظمة الحجة ما كان عقلي معقولا عن إدراكه.
قلت: حدثني عن رابعهم.. ذلك الذي راح يبحث عن سلام (النفس) وأسرار تهذيبها وترقيتها.
قال: وجدته مع صديقه المحاسبي.. وجدتهما يتحدثان في عوالم التطهير والترقي التي كنت قد حدثتك عن بعضها.. وسأحدثك عن الباقي في باقي رحلتي.
قلت: حدثني عن خامسهم.. ذلك الذي راح يبحث عن سلام (الأسرة)
قال: لقد التقيت به.. وقد رأيته كون أسرة صالحة ممتلئة بعطر الإيمان.
قلت: حدثني عن سادسهم.. ذلك الذي راح يبحث عن سلام (المجتمع)
قال: لقد التقيت به.. وقد رأيته يسعى مع إخوانه لتكوين المجتمع الصالح بالمواصفات التي وضعها الإسلام.
قلت: حدثني عن سابعهم.. ذلك الذي راح يبحث عن سلام (العالم)
قال: لقد التقيت به.. وقد شهدت في الأخير تلك اللحظات الأليمة التي قتل فيها.
قلت: من قتله؟ ولم قتله؟
قال: لقد أفشى بعض الأسرار التي نهينا أن ننشرها.. فقدم دمه قربانا لها.
قلت: أتلك التي ذكرتها لي من قصة إنقاذكم؟
قال: لا.. لقد رأى صاحبي ما هو أخطر من ذلك.. لقد ذكره لي عند زيارتي له.