اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 705
الحرب أخلاق.. فإما أن تتعهدوا
أمامنا بما طلبنا، وإما أن تقدموا رؤوسكم لمن يحصدها.
لم نجد إلا أن نخضع لهم..
في ذلك المساء.. رأينا على
شاشات التلفزيون مشاهد البطولة التي تم بها إنقاذنا من بين أسنان أكلة لحوم
البشر.. ورأينا في نفس الوقت كيف يكرم ذلك القائد الذي أهاننا والذي قتل من
أنقذنا.
ورأينا بعد أيام جحافل
الطائرات، وهي تدك تلك المغارة، ومن كان يسكن تلك المغارة.
^^^
قلت: فما فعل أصحابك؟
قال: لقد قدر الله لي أن أزورهم
جميعا.
قلت: فحدثني حديثهم.
قال: عمن تريد أن أحدثك؟
قلت: حدثني عن أولهم.. ذلك الذي
راح يبحث عن (الأنا)
قال: لقد وجدته مع أستاذه
وصديقه الذي جعله الله سببا لهدايته.. وجدتهما معا في مرعى من المراعي الطاهرة..
كانا يتناجيان، وتشرق بتناجيهما الشموس، وتتفتح الأزهار، وتقبل الأغنام على مرعاها
الخصيب.
قلنا: فهل تحدثت إليهما؟
قال: لقد اقتربت منهما، لأتحدث
إليهما، لكني سمعتهما يتحدثان عن معان راقية وحقائق عالية ومواجيد رفيعة، فلم أشأ
أن أقطع حديثهما.. اكتفيت بالسماع.. ثم اكتفيت بالانصراف، وأنا أحمل في قلبي غبطة
عظيمة لذلك الذي استطاع أن يقهر جميع ما لقنه أساتذته، ويقهر جميع ذلك الجاه الذي
تمتلئ به قاعات المحاضرات.. ثم يرضى بتلك المراعي.. وبصحبة ذلك الراعي.
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 705