اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 641
قال: لقد حذرنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
تحذيرا شديدا من تعذيب الحيوان أو إرهاقه.. بل إنه a علمنا
كيفية وضع الحمل عليها، مما يكون عونًا لها على السير، وتخصيص كل دابة بما تطيقه،
والمبادرة لحلِّ الرِّحال عن النزول عنها، وتقديم علفها على أكل صاحبها، وكذا
المباردة إلى سقيها، كل ذلك شفقة عليها وإبقاء لها[1]، ففي الحديث
قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:( أخِّروا الأحمال، فإنَّ اليدَ مُغْلقةٌ، والرِّجْلَ مُوثَقَة)[2]
وقال a:(
إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله عز وجل إنما سخَّرها لكم لتُبْلغكم
إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم)[3]، وفي رواية
قال رسو ل الله a:( اركبوا هذه الدواب سالمة، وابتدعوها[4] سالمة، ولا
تتخذوها كراسي)[5]
وفي رواية أنه a مرَّ
على دوابِّ لهم ورواحل، وهم وقوف، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(اركبوها
سالمة، وانزلوا عنها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم ومجالسكم، فرُب مركوبة
خير من راكبها، وأكثر ذكرًا لله عز وجل)[6]
[1]
انظر في هذا: تحرير الجواب عن ضرب الدَّواب، للشيخ العلامة محمد بن عبد الرحمن بن
محمد السخاوي (831-902)
[4]
أي: اتركوها ورفهوا عنها إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها. وهو (افتعل) من وَدُع –بالضم- وَدَاعة
وَدَعة؛ أي: سكن وترفه، النهاية: 5/166.
[5]
رواه ابن خزيمة، والحاكم، وابن حبان، في «صحاحهم» وغيرهم.
[6]
رواه ابن خزيمة، وابن حبان وغيرهما، وهذا كله عند انتفاء الحاجة، أما عندها
وللضرورة، فلا حرج، وقد ورد في حديث جابر في صفة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:( ثم ركب a ناقته القصواء
حتى أتى الموقف بعرفة، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حَبْلَ المشاة
بين يديه، واستقبل البيت، فلم يزل يدعو حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا، ثم
دفع رسول الله ص، وأردف أسامة خلفه)(رواه البخاري ومسلم)
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 641