responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 639

^^^

تركت الشيخ، والجماعة الملتفة حوله، وسرت.. ولم أسر إلا قليلا حتى رأيت شيخا كبيرا قد أعيته الأيام، ومع ذلك رأيته يحمل فأسه، ثم يحفر حفرة، ثم يضع في محلها شجيرة بجهد وعناء، فاقتربت منه، وقلت: أفي هذا السن تحمل الفأس؟

قال: وما لي لا أحملها.. إني لا أريد أن ألقى الله إلا وفي يدي من آثار العمل ما يقربني إليه.

قلت: أليس لك من الولد من يقوم بدلك بهذا؟

قال: وهل يستطيع ولدي أن يصلي بدلي؟

قلت: تلك الصلاة.. وهذا العمل؟

قال: كلاهما بالنسبة إلي صلاة.. بل إن هذا الذي أفعله إذا حسنت فيه النية، سيكون له من الأجور ما لا يمكن تصوره.. اسمع لما يقول رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. لقد قال: ( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة)[1].. انظر ما يحمله هذا الحديث من ترغيب..

بل إنه a قال لنا: ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها)[2]

وقال :( من نصب شجرة، فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر، فإن له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز وجل)[3]

لقد كانت هذه النصوص وغيرها كثير هي الحادي الذي جعل المؤمنين يتقربون إلى الله


[1] رواه البخاري.

[2] رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد.

[3]رواه أحمد.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 639
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست