اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 638
العبادات في مجتمع الإسلام[1].. وعندما
أراد رسول الله a اختيار طريقة لتبليغ الناس دخول وقت الصلاة استشار أصحابه في ذلك،
ورفض اقتراحات بعضهم باستعمال الناقوس أو الطبول أو الأجراس، واختار الأذان بصوت
الإنسان، لأنه أدعى إلى الهدوء والسكينة والبعد عن الصخب، وطلب تلقينه بلالاً
لأدائه لأنه أندى صوتاً!
وعند أداء المسلم لصلاته أمره
الشارع ألا يرفع صوته بأكثر من المطلوب وفي حد متوسط مقبول، كما قال تعالى:) وَلا
تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً((الاسراء:
من الآية110)
وهذا يسري في كل شيء، فقد ورد
النهي عن رفع الصوت أكثر من حاجة المستمعين، قال a:( يا
أيها الناس: أربعوا[2]على
أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، وهو معكم)[3]
وقد نهى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن
رفع الصوت أثناء تلاوة القرآن في المساجد، لئلا يؤثر بعضهم على قراءة البعض الآخر،
فقال a:( إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة فإنه يناجي ربه فليعلم أحدكم ما
يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض في الصلاة)[4]، وقال a:(
إذا كان أحدكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلينظر أحدكم ما يقول في صلاته ولا ترفعوا
أصواتكم فتؤذوا المؤمنين)[5]
[1]
ومن المراجع التي يمكن الاستفادة منها في هذا: د. محمد خالد سلطان: (الطب
والشريعة) رسالة جامعية دمشق 1985، د. أحمد شوقي الفنجري: (الطب الوقائي في
الإسلام) الهيئة المصرية العامة للكتاب، د. محمد المصري وآخرون: مقالة (مخاطر
التعرض للضجيج والأصوات العالية) المجلة الطبية العربية دمشق ع 137 كانون 1، 1997،
الصيدلي عمر محمود عبد الله: (الطب الوقائي في الإسلام) الدوحة 1990. وبحث للدكتور
محمد نزار الدقر.
[2]
اربعوا بهمزة الوصل في أوله وسكون الراء وفتح الباء ومعناه: ترك الشيء والمعنى
هنا: ارفقوا بها.