اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 637
وهناك من يمشي خفيفا لينا لا تشعر به الأرض، ولا يتأذى به من حوله.
قال الشيخ: ولهذا وصف الله
تعالى مشية الصالحين بالهون[1]والقصد[2]، وقد سمع
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم جلبة خارج المسجد فقال:( ما شأنكم؟)، قالوا:( استعجلنا إلى الصلاة)،
فقال:( لا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما سبقكم
فأتموا)[3]
قال السائل: عرفنا الأول.. فما
الثاني، ولم ورد التعبير عنه بقوله تعالى :﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ
الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً((الفرقان:63)؟
قال الشيخ:: لقد ذكر تعالى ـ
بالنسبة للصوت ـ أمرين: أما الأول، فهو تسليم عباد الرحمن على الجاهلين وإعراضهم
عنهم، وأما الثاني، فهو الأمر بغض الصوت.
وهذان هما مصدرا الضجيج في
الأصوات، فالأول يسد ذرائع الصخب والخصام، لأن أساس الضجيج هو الخصام.
وأما الثاني، فتشير إليه كل
النصوص التي تنهى عن رفع الصوت فوق ما يحتاج إليه، كقوله تعالى
يذكر فضل غض الصوت :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ أو لَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ (الحجرات:3)
ويعيب على غيرهم من الغلاظ،
فيقول:) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ
أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ((الحجرات:4)
ولهذا نهى الشرع عن كل ما يسبب
الضجة والصخب ورفع الصوت في كل أنواع
[1]
أي بسكينة ووقار من غير تجبر ولا استكبار، كما قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:إذا أتيتم الصلاة
فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة فما أدركتم منها فصلوا وما فاتكم
فأتموا »
[2]
وهو أن يمشي مقتصدأً مشياً ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط بل عدلاً
وسطاً بين بين.