اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 572
وقد عقب الله على هذه القصة
بالتشديد في أمر الدماء.. ووضع الشرائع التي تحفظ الدماء أي دماء من كل من يتعرض
لها.. قال تعالى :﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ
فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا
النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ
كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا
جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ
فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ
وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ
فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ
تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ (34)﴾ (المائدة)
قلت: أعرف تلك القصة..
قاطعني، وقال: هي ليست مجرد قصة..
إنها مبادئ عظيمة سار بها أهل الله في كل الأزمنة.. وفي كل البلاد.. كلهم يصيحون
بما صاح به ابن آدم الأول..
لقد ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هذا
المذهب، وحث على اتباعه، فقال: (إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيراً من
الجالس، والجالس خيراً من القائم، والقائم خيراً من الماشي، والماشي خيراً من
الساعي) قال الراوي: يا رسول الله ما تأمرني؟ قال:( من كانت له إبلٌ فليحلق بإبله،
ومن كانت له غنمُ فليحلق بغنمه، ومن كانت له أرضٌ فليحلق بأرضه)، قيل : فمن لم يكن
له شيء من ذلك؟ قال : (فليعمد إلى سيفه فليضرب بجدِّه على حرَّة، ثم لينجو ما
استطاع النجاء)
قال سعد: قلت: يا رسول الله
أرأيت إن دخل عليَّ بيتي وبسط يده ليقتلني! قال : فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (كن
كابن آدم) وتلا :﴿ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ.. ﴾ (المائدة:28)[1]