اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 571
ولكني.. وأنا أمر في زقاق من
أزقة المسلمين.. رأيت جمعا من الناس ملتفا حول رجل منهم.. كان ذلك الرجل هو النور
والسلام والصفاء..
لقد كان أول ما شدني إليه آية
من القرآن تقول :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾
(الحجرات:13)
سألته عنها، فذكر لي أن هذه
الآية تذكر ركنا أساسيا من أركان العلاقات التي أمر الله أن تحكم العالم.
قلت له: لكن العلاقات التي
أراها تحكم العالم هي علاقات الكراهية والحروب والاستعمار والاستغلال والاستعباد
والإبادة..
قال: تلك علاقات الشياطين التي
نفختها في أجواء بني آدم.. أما العلاقات التي أمر الله أن تقوم على الأرض، فيستحيل
أن تفوح منها روائح الدماء..
لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال
مخبرا عن خوف الملائكة من أن تسيل دماء بني آدم في غير حق :﴿ وَإِذْ
قَالَ رَبُكَ لِلمَلاَئِكَةِ إِني جَاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً قَالُوا
أَتَجعَلُ فِيهَا مَن يُفسِدُ فِيهَا وَيَسفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحنُ نُسَبِحُ
بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِي أَعلَمُ مَا لاَ تَعلَمُونَ ﴾
(البقرة: 30)