اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 504
وبوسطن تأتيان وحدهما في
المرتبة الثانية من ذلك التصنيف)
وقد بلغت أرباح تجارة الرقيق
أرقاماً خيالية، وقد قام جون هوكنر على سبيل المثال بثلاث رحلات إلى غرب إفريقيا
في ستينات القرن السادس عشر واختطف أفارقة وباعهم للإسبان من أمريكا وأغرت أرباحه
الطائلة ملكة برطانيا إليزابيت الأولى، فأرسلت في طلبه وعرضت عليه رغبتها في
مشاركته في هذه التجارة الآثمة فوافق من فوره وقدمت لهذا الغرض سفينة تحمل اسم
(المسيح) أو (يسوع) وبالفعل أبحر هوكنر على ظهر السفينة الكبيرة (يسوع) لاختطاف
وسرقة المزيد من الأفارقة، وعاد إلى إنجلترا بإيرادات هائلة جعلت الملكة إليزابيت
تمنحه لقب فارس، واختار هوكنر أن يكون شعار النبالة الخاص به على شكل إفريقي مقيد
بالسلاسل الأمر الذي يفضح الطبيعة السادية العدوانية للرجل الأوربي الأبيض.
وشهدت هذه القرون استنزافاً
لموارد إفريقيا البشرية والمادية.. وكمثال مقرب لذلك ما قام به الملك ليوبولد
الثاني حتى 1906 من جمعه حوالي (20) مليون دولار من المطاط والعاج، ويقدر البلجيكيون
أن حجم رأس المال الأجنبي المتدفق إلى الكونغو بين عام 1887، 1953 قد بلغ (5700)
مليون جنيه كما حقق اتحاد كانتجا أرباحاً سنوية وصلت إلى (27) مليون جنيه في العام
الواحد، ونزح رأس المال الأجنبي المصادر الطبيعية الإفريقية كالفوسفات والذهب
والبترول الزنك والنحاس والحديد والبوكسايت والقصدير ورواسب التبر)
وهكذا فقد جرى قنص الأفارقة منذ
القرن الخامس عشر الميلادي باسم المسيح وتم نقل وبيع الأفارقة في أقاصي الأرض
وأدانيها باسم المسيح، ورغم تعميد هؤلاء الأفارقة وإدخالهم في المسيحية غصباً
وبمجرد وصولهم إلى موانيء الشحن والتفريغ فإن عبوديتهم ظلت قائمة، وادعى المسيحيون
الأوربيون أن المسيحية قد خلصت أرواحهم فقط.. أما أجسادهم فتبقى في الرق، ولذلك لم
تأخذ الرحمة أو الشفقة قلب الرجل الأبيض فسخر السود في إدارة الطواحين والآلات وفي
جر العربات وشق الطرق وحفر المناجم وحمل الأثقال وما إلى ذلك
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 504