responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 503

لقد نقل لنا أحد المعاصرين للحملات البرتغالية صورة حية لما فعله البرتغاليون بالأفارقة عندما اشتبكوا معهم، ووضح لنا كيف أن عمليات القنص قد تمت باسم المسيح والقديسين والقديسات، فقال: (كان رجالنا يهتفون (القديسة ياجور، القديس جورج)، ويسقطون عليهم فيقتلون أو يخطفون كل من تقع عليه أيديهم، وقد تشاهد هناك أمهات يهربن بأطفالهن، وأزواجاً يفرون بزوجاتهم، وكل منهم يبذل قصاراه للنجاة، يقفز بعضهم في البحر ويرى بعضهم أن يختبىء في أركان أخصاصهم، وخبأ البعض أطفالهم تحت الشجيرات، حيث كان رجالنا يعثرون عليهم. والله الذي يمنح كل إنسان ما يستحق من جزاء، وهب رجالنا آخر الأمر النصر على أعدائهم، تعويضاً لهم على ما بذلوه من عناء في خدمته أخذوا مئة وخمسة وستين بين رجال ونساء وأطفال ولم يحسب القتلى في هذا العدد)

وازدادت بمرور الوقت شراسة الحملات البرتغالية واتسع نطاقها وتنافست الدول الأوربية في جلب الرقيق من إفريقيا ودخلت الميدان إلى جانب البرتغال وهولندا وإنجلترا ثم فرنسا، ونجح هؤلاء في تفريغ القارة من سكانها، فبينما حققت كل من أوربا وآسيا زيادة طبيعية لا بأس بها، ظل عدد سكان القارة الإفريقية مستمراً عند المائة مليون نسمة.

لقد جرى نقل الأفارقة من قراهم إلى المزارع الكبيرة التي يملكها الأوربيون من أوربا والأمريكتين أو حتى في مورشيوس ورينون وسيشل، وقد تنافست الدول الأوربية في عمليات الاسترقاق والاختطاف وازدهرت المدن والموانىء الأوربية إلى درجة كبيرة ومن بينها ليفربول وبيستول ونانت وبوردو وإشبيلية.

ولم تقتصر تجارة الرقيق على القراصنة والمغامرين، بل تورط فيها الملوك والأمراء ورجال السياسة والدين لقد جاء في تقرير خاص بعام 1862: (تفوق أعداد الناس المتورطين في تجارة الرقيق وكمية الأموال الموظفة بها طاقتنا عن التقدير وتعتبر مدينة نيويورك حتى الأيام الأخيرة من عام 1862 الميناء الرئيسي في العالم لهذه التجارة الآثمة بيد أن مدينتي بورتلاند

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 503
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست