اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 502
كذلك أن إلغاء الرقيق يعني ثورة
اجتماعية في الجزيرة العربية. وهناك العديد من الأوربيين الذين يعرفون جيداً شؤون
الشرق، لا يريدون أن يقولوا ذلك بصراحة؛ لئلا يتهم هؤلاء بأنهم ضد الاتجاه السائد
عموماً، الداعي إلى تحرير الرقيق نهائياً، وبأنهم ضد الاتجاه المبني على مشاعر
إنسانية نبيلة)
ثم يقول :( إن خدعة ما يُسمى حركة
تحرير الرقيق، ليس سَبَبُها اهتماماً شعبياً لغاية شريفة، ولكنه لعبة خطرة مزيّفة،
يقوم بها رجال السياسة الكبار، لأغراض غير إنسانية، وذلك من أجل أن يتخذ العالم
المسيحي موقفاً عدائياً خاطئاً ومزيَّفاً ضدّ الإسلام)[1]
في ذلك الوقت.. وقبله.. والذي
نعم فيه الرقيق في بلاد الإسلام بما لا ينعم به الأحرار عندنا.. كان قومنا يجوبون
العالم ليسترقوا الأحرار.. ويحملون معهم شعار القداسة، وهم يسترقون أحرار العالم.
لقد اعتبر البرتغاليون اقتناص
الأفارقة من الشواطىء الإفريقية وبيعهم عملاً مقدساً، إذ تم بعد اختطافهم اقتيادهم
إلى أوربا وتعميدهم، ثم جرى بيعهم وتسخيرهم للعمل في ضياع الأمراء الإقطاعيين.
وقد كان نطر الأوربيين إلى هذا
الأمر نظرة عادية طبيعية، فالمسيحية إنقاذ لأرواح هؤلاء الزنوج أما أجسادهم فتبقى
في الرق، ومرسوم سنة 1455 البابوي اعتبر غير النصارى كفاراً ينبغي إذلالهم
واسترقاقهم، وهكذا تطلع البرتغاليون إلى الأفارقة نظرة السيد للعبد، وجرى القنص
والاختطاف باسم المسيح والقديسين، ولم يفكر الأوربيون في هذا الوقت بتنصير السود
أو بتحريرهم، وإنما كان جل اهتمامهم اختطافهم وتسخيرهم في أشق الأعمال وفي إعمار
واستغلال العالم الجديد.
[1]صفحات
من تاريخ مكّة، سنوك هو رخونية، وترجمة د. على الشيوخ، طبع دارة الملك عبد العزيز:
(1419هـ):2/323، 326، 330
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 502